المتفشي في المغرب المرتشي
القصر الكبير : مصطفى منيغ
بلدٌ مضبوطٌ على
نقائِص عِدَّة حفاظاً على عادة واحدة مُكرَّرة ، بلدٌ مربوطٌ بحبال أعرافٍ فريدة
حِرصاً على قاعدة مع الأزمنة دوَّارة ، بلدٌ مَسْرُوطٌ بمغناطيس مصالح عديدة إبقاء
للسائدة رفقة كل السُّلَط المستعارة ، من عهد الغفلة والحقب الغابرة ، ذي الظروف
الإنسانية القاهرة ، على نفس النمط حتى اللحظة ناهية آمِرة ، إلى مَلَلٍ
رَكَّبَتهُ في عقول الملايين الناشدة الآن ما له مُنتُظِرَة ، التَّغيير المُنصف
للمرحلة المُعاشة تجديداً لأسمالٍ بِبِدَلٍ نَضرة ، على أجسادِ شبابٍ مِلْح
المستقبل وليس ظاهِرة ، إذ الحِكمة تقتضي إزاحة فشلِ مسؤولي الماضي مَن كان منهم
مشهورا أو نكِرَة ، يتحمَّلون ما آلَت له الأوضاع لبيع ضمائرهم لطبقة الآن غير
قادرة ، لجعل رؤوس معلومة مطايا ناقلة أفعالهم الحقيرة .
… ما المُرتقب من اجتماع يوم الخميس إلاَّ ما خرَج به
من وجوهٍ مَبْشُورة، لبقاء أصحابها كما سياسة العبث راغبة في إثبات نفس الصورة،
الملصقة بانسجامٍ قارضٍ العناد المرفوع حيال التظاهرة ، المُعلَن خروجها يوم السبت
سلمية بأساليب مغايرة ، لمن تهيأ من تهيّأ لمقابلتها بضغوط سافرة ، لحد أظهار هيبة
عن أنيابها الحديدية مكَشِّرة ، تترجَّى الاصطدام لقطع الطريق عن رافعي الأصوات
ليعودوا لصمتهم ورضوخهم لحكومة عن أعمالها مشكورة ، المعتبرة للقلَّة النافذة فوق
كل النفوذ بمثابة الدجاجة المُحمَّرة ، ففي ولايتها ضاعفت أرباحها لنسب توصف
بالمُزدهرة ، ورفعت من قيمة الفقر حتى عاد ميزة هذا البلد المُصاب بمصائب مُدمِّرة
، بلا تعليم عمومي كالمتوفر في الدول المحترمة شعوبها ، ولا صحة عمومية جاعلة
العقل السليم في الجسم السليم ، ولا عدالة اجتماعية كحق من حقوق المواطنين مهما
تفرقَّت بهم في المغرب الديار ، ولا تدخُّل حاسم للقضاء المبرم على المرتشين
المزدحمة بهم بعض المؤسسات ذات الارتباط بمصالح المواطنين الحيوية ، ولا استثمار
وطني محلي موزع على الجهات الإثني عشرة بالتساوي والشفافية ، لضمان فرص الشغل
للشباب ومن الجنسين داخل المدن كالقرى الريفية لا فرق.
… الحُكمُ
العاملُ بالحكمةِ نِعمَة ، ونفسه فقط بالكلمةِ نِقمَة ، لم يكن المغرب محكوماً
بحكومَة ، إلاَّ وخلفها مَن يحكمها بمعلومَة ، أنها خادمة مَن بدونه تظل محرومَة ،
كسندٍ آمرٍ بما يبقيها مذمومَة ، مِن لدن شعبٍ غالبيته محرومًة ، تبحثُ
عن صِنْفِ نِضالٍ لا تكون بسببه مَلُومَة ، ما دام العهد القائم مِن شروطه أفواه
مُتكمِمَة وخواطر الكادحين فيه دوما مهمومة .
مصطفى منيغ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق