ط
يدعي السلام
ويهدد العالم
تطوان :
مصطفى منيغ
التصرُّف الثنائي
القصد مساره الإخْفَاق ، مُتَّبَعٌ أحياناً مِن لدن المُختفِي بالباطلِ خلفَ الحق
، ذاك المضطر للقفز بين ضفتي قضايا دون التأكُّد مِن الفرق ، بين المسافة بينهما
والقدرة على التمكن مِن انجاز ذاك دون الوقوع فالغرق ، لا علاقة للدهاء حتى
يُقحَمَ في الموضوع كي لتسليط الأضواء على مدَّعيه المعني بمثل الوصف يسرق ، ولا
الذكاء المبطَّن بمبالغة عدم التفكير في العواقب إذ لكل نتيجة لها ما بعدها وما
قبلها سَبَق ، الرئيس ترامب يعتقد أن القوة تشفع عن الأخطاء المُرتكبة أساسها
تحقيق الممنوع بالمباح المُساق ، عن أطماع التملك دون التقيّد بشروط العدالة
المُنَظِّمة حقوق الخَلِق ،لهذا فقد ثقة جل شعوب الأرض وما بقي منها عمَّها من
مفاجأته غير السارة القلق ، حتى حليفته أوربا تتعامل معه وهي مدركة أن الاعتماد
على نفسها الأساس المُطلق ، باستثناء المملكة المتحدة ارتباطها بالإدارة الأمريكية
وليس مع ترامب أمتن وأعرق ، مع عدم نسيان تطاول ترامب على سيادة تاجها حينما اعلن
عن جر كندا لتصبح ولاية تابعة لدولته إن لم تؤدي ما عليها من ديون للخزينة
الأمريكية مهدداً إياها بالسحق ، وما سلط على جيرانه الجنوب أمريكيين من مواجهة
تضمنت الوعود بالحرق ، حتى الاكرانيين فطنوا أن ترامب يرغب في استغلال حربهم مع
الروس للاستيلاء على معادنهم الثمينة وفي نفس الوقت التقرُّب إلى الرئيس بوتين
لإغراض شخصية وإتماما لصفقة الوفاق ، أما عرب المشرق بصرف النظر عن بعض قادتهم
يتمنون الابتعاد عما يظهره اهتماما بمصالحهم وهو الأكثر هدما لها حتى لا يصبح لهم
في التقدم أي منطلق ، سوى الخضوع للسلطة الإسرائيلية أو كيِّهم باللهيب الأزرق .
... تبقى غزة رغم
أفخاخ ومؤامرات ترامب سيدة الموقف ومنارة ذاك الشرق ، مبحرة بصدى صمودها الأسطوري
بأصغر زورق ، يتحدى حاملات الطائرات وما تحمله من حقد على الفلسطينيين بما لغزة من
الإرادة العربية وكأنها البرق ، المصمَّم عن إيمان بالنصر لتفتيت قوى الظلم وتوزيع
خيبته سلعاُ في كل الأسواق ، التي أرادها ترامب متاحف فتوحاته فّاذا بها شاهدة أن
القوة في يد غير العادل تصيبه في عقله فيتحول زيادة عن فقدان الذاكرة أحمق .
... حركة حماس خلاف
كل التكهنات ستقبل بخطة ترامب ، لتبرهن للعالم أنها والسياسة على وفاق ، مادامت
الأخيرة واجهة لكفاح بطولي منتهي بما يوازي التضحيات الجسام المبذولة من أهالي غزة
، ستقبل لتوريط ترامب نفسه حينما يفشل في إقناع إسرائيل بإيقاف الحرب عن غزة ،
ساعتها سيتأكد الجميع أن القضية مرتبطة بطموح إسرائيل ، الهيمنة على أجزاء من دول
عربية تريد إلحاقها لتحقيق حلمها القديم الجديد الدولة العبرية من الفرات إلى
النيل .
مصطفى منيغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق